أشبال المنتظرقصص قصيرة

العمل الجماعي

إعداد الأستاذ رياض حسن سند

 

علي فتى محبوب من جميع زملائه ومعلميه بسبب طيبته وذكائه. كان علي دائمًا متفوقًا في دراسته ويحب مساعدة الآخرين. ولكن كان لديه مشكلة واحدة، وهي أنه كان يحب أن يستبد برأيه في أي عمل جماعي مع أصدقائه. كان يعتقد أن رأيه هو الأفضل دائمًا، مما جعل زملاءه يبتعدون عنه تدريجيًا.

في أحد الأيام، قرر علي أن يشارك في مشروع مدرسي مع مجموعة من زملائه. وكعادته، بدأ يفرض رأيه على الجميع، مما أدى إلى استياء زملائه وابتعادهم عنه. شعر علي بالحزن والوحدة، وبدأ يفكر في كيفية حل هذه المشكلة.

تذكر علي قصة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الذي كان معروفًا بحكمته وعدله. كان الإمام علي (عليه السلام) يستمع إلى آراء الآخرين ويشجع على الحوار والنقاش. قرر علي أن يتبع نهج الإمام علي (عليه السلام) في التعامل مع زملائه.

في اليوم التالي، اجتمع علي مع زملائه واعتذر لهم عن تصرفاته السابقة. قال لهم: “أدركت أنني كنت مخطئًا في فرض رأيي عليكم. أريد أن نستمع إلى آراء بعضنا البعض ونعمل كفريق واحد.” شعر زملاؤه بالسعادة لقبول علي لأخطائه ورغبته في التغيير.

بدأ علي وزملاؤه في العمل معًا، وكانوا يتبادلون الأفكار ويناقشونها بشكل مفتوح. شعر الجميع بالراحة والسعادة، وأصبح المشروع أكثر نجاحًا بفضل التعاون الجماعي. تعلم علي درسًا قيمًا عن أهمية الاستماع إلى الآخرين واحترام آرائهم.

بعد أن بدأ علي وزملاؤه في العمل معًا بشكل أفضل، قرروا تنظيم رحلة مدرسية إلى مكتبة كبيرة في المدينة. كانت هذه المكتبة تحتوي على العديد من الكتب القيمة والمخطوطات النادرة. كان الهدف من الرحلة هو البحث عن معلومات جديدة لمشروعهم المدرسي.

عندما وصلوا إلى المكتبة، اقترح علي أن ينقسموا إلى مجموعات صغيرة، كل مجموعة تبحث في قسم معين من المكتبة. وافق الجميع على الفكرة، وبدأوا في البحث. أثناء البحث، وجد علي كتابًا قديمًا يحتوي على قصص وحكم من حياة الأئمة (عليهم السلام). قرر أن يقرأ بعض هذه القصص لزملائه في وقت الاستراحة.

عندما اجتمعوا للاستراحة، بدأ علي يقرأ لهم قصة عن الإمام الحسن بن علي (عليهما السلام) وكيف كان يتعامل بحكمة وصبر مع المواقف الصعبة. تذكر علي قصة صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية، وكيف فضل الإمام الحسن (عليه السلام) السلام ووحدة الأمة على الحرب والدمار. تأثر زملاؤه بالقصة وبدأوا يناقشون كيف يمكنهم تطبيق هذه الحكم في حياتهم اليومية.

بعد العودة من الرحلة، قرر علي وزملاؤه تنظيم ورشة عمل في المدرسة لتعليم زملائهم الآخرين عن الحكم والقيم التي تعلموها من الأئمة. قاموا بتحضير عروض تقديمية ونشاطات تفاعلية لجعل الورشة ممتعة ومفيدة.

في يوم الورشة، حضر العديد من التلاميذ والمعلمين. كانت الورشة ناجحة جدًا، وتلقى علي وزملاؤه الكثير من الثناء على جهودهم. شعر علي بالفخر والسعادة لأنه استطاع أن يشارك زملاءه في تعلم قيم جديدة ومفيدة.

بهذا، تعلم علي وزملاؤه أن العمل الجماعي والاستماع إلى آراء الآخرين يمكن أن يؤدي إلى نتائج رائعة، وأن الحكمة والقيم التي تعلموها من الأئمة يمكن أن تكون دليلًا لهم في حياتهم اليومية.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى