1446هـأحزان أهل البيت عليهم السلامتغطيات

الملا عباس البربوري | ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام 1446هـ

المناسبة: ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام
الخطيب: الملا عباس البربوري
التاريخ: 25 شهر شوال 1446هـ
الموافق: الأربعاء 23 أبريل 2025م

أهم النقاط التي جاءت في المجلس:

قُسم المجلس إلى ثلاث أقسام:

القسم الأول: هوية الإمام الصادق عليه السلام.
القسم الثاني: دور من أدوار الإمام الصادق عليه السلام.
القسم الثالث: العصر والظرف الصعب الذي عاشه الإمام عليه السلام.

القسم الأول: هوية الإمام الصادق عليه السلام:

  • الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام هو الإمام السادس من أئمة أهل البيت والثاني الذي يُكنى بأبي عبد الله، ويوجد إمام آخر يُكنى بأبي عبد الله وهو الإمام الحسين عليه السلام.
  • الإمام جعفر بن محمد هو بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
  • أم الإمام الصادق عليه السلام هي أم فروة.
  • أبوها هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الذي كان من علماء وفقهاء المدينة، ووالده محمد بن أبي بكر كان من الموالين لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد تربى في حجره. وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في محمد بن أبي بكر: “محمد ابني، ولكن ليس من صلبي”.
  • أمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، فنجد نسب أم فروة ينحدر من الخليفة الأول.
  • هناك رواية شائعة عند مدرسة الخلفاء تنسب إلى الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: “ولدني أبو بكر مرتين”، وهذه الرواية مكذوبة وموضوعة على لسان الإمام، والهدف من هذه الرواية المفتراة تثبيت أمر عقائدي في ذهن الناس بأن لا حساسية من مسألة الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله.
  • الإمام الصادق عليه السلام وُلد سنة 83 هجرية على الرواية المشهورة، واستُشهد سنة 148 هجرية، فعمره الشريف كان 65 سنة.
  • الإمام الصادق عليه السلام عاصر جده الإمام زين العابدين عليه السلام 13 سنة وتأثر بجده في مواضيع الدعاء والمناجاة وإحياء قضية الإمام الحسين عليه السلام.
  • الإمام الصادق عليه السلام لازم أباه الإمام الباقر عليه السلام 30 سنة وكان شاهداً على أغلب قضاياه، مثل استدعاءات هشام بن عبد الملك.

القسم الثاني: دور من أدوار الإمام الصادق عليه السلام:

  • بعد شهادة أبيه الإمام الباقر عليه السلام الذي استُشهد سنة 114 هجرية مسموماً على يد هشام بن عبد الملك، وتوليه لمهام الإمامة حمل على عاتقه مسؤولية ضخمة في الحفاظ على صحابة الإمام الباقر عليه السلام، ليس فقط بتعليمهم بل بتحويلهم إلى فقهاء وعلماء وسفراء.
  • الإمام الصادق عليه السلام نشر علوم جده النبي محمد صلى الله عليه وآله وأتم مسيرة أبيه الإمام الباقر عليه السلام في توسيع مدارك العلم والمعارف الإلهية، ولهذا أسس الإمام الصادق عليه السلام جامعة متميزة بخصائص عديدة:
    • استقطب الإمام جميع أطياف المجتمع، ومنهم من أسس مذاهب مثل: أبو حنيفة النعمان ومالك بن أنس.
    • لم تقتصر مدرسة االإمام عليه السلام على العلوم الدينية، بل شملت علوم الفضاء، الطب، النبات، الفيزياء، والأحياء.
    • ركز الإمام الصادق عليه السلام على التخصص، وخرّج كوادر متخصصة مثل هشام بن الحكم في الفلسفة والكلام، ومحمد بن مسلم في أصول الفقه.
  • هشام بن الحكم، نموذج من طلاب الإمام الصادق عليه السلام: جاء رجل من الشام يريد مناظرة الإمام الصادق عليه السلام في الإمامة، فأحاله عليه السلام المناظرة إلى هشام بن الحكم، الذي كان عمره لا يتجاوز العشرين سنة، أثبت بالحجة أن الإمام الصادق عليه السلام هو العترة الطاهرة.

عن يونس بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فورد عليه رجل من أهل الشام فقال: إني رجل صاحب كلام وفقه وفرائض، وقد جئت لمناظرة أصحابك، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: كلامك هذا من كلام رسول الله أو من عندك؟
فقال: من كلام رسول الله بعضه، ومن عندي بعضه.
فقال أبو عبد الله: فأنت إذاً شريك رسول الله؟
قال: لا.
قال: فسمعت الوحي من الله تعالى؟
قال: لا.
قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعة رسول الله؟
قال: لا.
قال: فالتفت إليّ أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا يونس هذا خصم نفسه قبل أن يتكلم.

إلى أن قال يونس: وكنّا في خيمة لابي عبد الله عليه السلام في طرف جبل في طريق الحرم، وذلك قبل الحج بأيام، فأخرج أبو عبد الله عليه السلام رأسه من الخيمة فإذا هو ببعير يخب، قال: هشام ورب الكعبة.
قال: وكان شديد المحبة لابي عبد الله، فإذا هشام بن الحكم، وهو أول ما اختطت لحيته، وليس فينا إلاّ من هو أكبر منه سناً، فوسّع له أبو عبد الله وقال: ناصرنا بقلّبه ولسانه ويده.
ثم قال للشامي: كلّم هذا الغلام! يعني: هشام بن الحكم.
فقال: نعم، ثم قال الشامي لهشام: يا غلام سلني في إمامة هذا، يعني: أبا عبد الله عليه السلام.

فغضب هشام حتى ارتعد، ثم قال له: أخبرني يا هذا أربك أنظر لخلقه، أم خلقه لانفسهم؟
فقال الشامي: بل ربي أنظر لخلقه!
قال: ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا؟
قال: كلفهم، وأقام لهم حجة ودليلاً على ما كلفهم به، وأزاح في ذلك عللهم.
فقال له هشام: فما هذا الدليل الذي نصّبه لهم؟
قال الشامي: هو رسول الله.
قال هشام: فبعد رسول الله من؟
قال: الكتاب والسنة.
فقال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة فيما اختلفنا فيه، حتى رفع عنا الاختلاف، ومكننا من الاتفاق؟
فقال الشامي: نعم
قال هشام: فلم اختلفنا نحن وأنت، جئتنا من الشام تخالفنا، وتزعم أن الرأي طريق الدين، وأنت مُقرّ بأن الرأي لا يجمع على القول الواحد المختلفين؟

فسكت الشامي كالمفكر.
فقال أبو عبد الله عليه السلام: مالك لا تتكلم؟
قال: إن قلت: إنّا ما اختلفنا كابرت.
وإن قلت: إن الكتاب والسنة يرفعان عنّا الاختلاف، أبطلت، لانهما يحتملان الوجوه، ولكن لي عليه مثل ذلك.
فقال له أبو عبد الله: سله تجده مليّاً!
فقال الشامي لهشام: من أنظر للخلق ربهم أم أنفسهم؟
فقال: بل ربهم أنظر لهم.
فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم، ويرفع اختلافهم، ويبيّن لهم حقهم من باطلهم؟
فقال هشام: نعم.
فقال الشامي: من هو؟
قال هشام: أما في ابتداء الشريعة، فرسول الله وأما بعد النبي فعترته.
قال الشامي: من هو عترة النّبي القائم مقامه في حجته؟
قال هشام: في وقتنا هذا أم قبله؟
قال الشامي: بل في وقتنا هذا.
قال هشام: هذا الجّالس يعني: أبا عبد الله عليه السلام، الّذي تُشَد اليه الرّحال ويخبرنا بأخبار السماء وراثة عن جده.
قال الشامي: وكيف لي بعلم ذلك؟
فقال هشام: سله عما بدا لك.
قال الشامي: قطعت عذري، فعليّ السؤال.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: أنا أكفيك المسألة يا شامي أخبرك عن مسيرك وسفرك، خرجت يوم كذا، وكان طريقك كذا، ومررت على كذا، ومر بك كذا، فأقبل الشامي كلّما وصف شيئاً من أمره يقول: «صدقت والله».
فقال الشامي: أسلمت لله الساعة!
فقال له أبو عبد الله: بل آمنت بالله الساعة، إن الاسلام قبل الايمان وعليه يتوارثون، ويتناكحون، والايمان عليه يثُابون.
قال: صدقت، فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله وأنك وصيُّ الانبياء.

القسم الثالث: العصر والظرف الذي عاشه الإمام الصادق عليه السلام:

  • الإمام الصادق عليه السلام عاش في فترة حساسة من التاريخ الإسلامي امتدت 34 سنة من إمامته.
  • عاصر عليه السلام حكام بني أمية لفترة طويلة، بدءًا من هشام بن عبد الملك الذي كان شديد العداء لأهل البيت عليهم السلام.
    الظروف السياسية في أواخر حكم بني أمية، وتخلخل الحكم، ساعدت الإمام الصادق عليه السلام نسبيًا على نشر علوم آل محمد صلى الله عليه وآله.
  • الثورات العلوية ضد الأمويين:
    • قاد العلويون عدة ثورات ضد الحكم الأموي بعد ثورة الإمام الحسين عليه السلام، مثل ثورة التوابين وثورة المختار.
    • أبو هاشم بن محمد بن الحنفية، كان صاحب ثورة سرية ضد الأمويين، وقد اغتاله هشام بن عبد الملك في طريق عودته من الشام في منطقة حميمة، وانتقلت أسرار الثورة العلوية إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، الذي أسس لاحقاً الحكم العباسي.
  • بدأ الحكم العباسي بأبي العباس السفاح، ثم تلاه المنصور الدوانيقي.
  • استدعى السفاح الإمام الصادق عليه السلام إلى الحيرة ووضعه تحت الإقامة الجبرية، ورغم ذلك واصل الإمام عليه السلام نشر علوم آل محمد صلى الله عليه وآله، وخرج من جامع الكوفة 900 شيخ كلهم يقولون “حدثني جعفر بن محمد”.
  • المنصور العباسي كان أشد الحكام العباسيين عداءً لأهل البيت عليهم السلام، ويذكر أنه سجن 40 شخصاً من أحفاد الإمام الحسن عليه السلام ودفنهم أحياء، وأمر بإحراق دار الإمام الصادق عليه السلام، وأشعل النار فيها بينما كان الإمام يطفئ النيران بثيابه قائلاً: “أنا ابن محمد المصطفى، أنا ابن علي المرتضى، أنا ابن فاطمة الزهراء”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى