أحزان أهل البيت عليهم السلامتغطيات

“التوسل بأهل البيت عليهم السلام” ملا يوسف السهلاوي | ذكرى استشهاد الإمام الجواد ١٤٤٢هـ

استهلت المحاضرة بالآية الكريمة “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة” صدق الله العلي العظيم .

عندما نمر على سيرة الإمام الجواد عليه السلام نجدها مليئة بالدروس والعِبر، ونحن نقف على درس من هذه الدروس في سيرة الإمام الجواد عليه السلام وهو درس التوسل بأهل البيت عليهم السلام مع بيان كيف أن الإمام الجواد عليه السلام أكد على هذا الأمر.

أولا:

عقيدة التوسل بأهل البيت عليهم السلام والتي يُشكل عليها عندما نتوسل بصحاب هذا اليوم (باب المراد)، الإمام محمد الجواد عليه السلام ونسأل الله بحقه أن يزيل هذا البلاء والوباء في القريب العاجل.

هل هذا التوسل بأهل البيت عليهم السلام مبني على أدلة وحقائق أو لا ؟ وبالطبع هذه العقيدة مبنية على الأدلة والبراهين ، بل إن كل عقائد مذهب الإمامية مبنية على الأدلة والبراهين، فلا يمكن لهذا المذهب الضخم أن يبني مذهبه على فراغ.  ومن يشكل بأن القرآن الكريم لم يبينه نقوله له بأن هذا الكلام غير صحيح.

وعقيدة التوسل بأهل البيت عليهم السلام أكد عليها القرآن الكريم في مواضع عديدة جدًا. نذكر موضع من هذه المواضع، ففي سورة يوسف عليه السلام ونقرأ في حق أخوته عندما أتوا إلى أباهم وقالوا “يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين”، فأخوة يوسف لماذا لم يتوجهوا مباشرةً إلى الله عز وجل وإنما اتخذوا إلى الله عز وجل وسيلة وهو النبي يعقوب عليه السلام. فقد جعل أخوة يوسف لهم  وسيط حتى يستجيب الله عز وجل دعائهم. وهذه حقيقة قرآنية أثبتها القرآن الكريم. وما هو الفرق بين أن نقول يا أبانا استغفر لنا وبين يا وجيهًا عند الله اشفع لنا عند الله فهذه عقيدة الإنسان الشيعي متسقة مع يذكره القرآن الكريم.

وهل هناك مخلوقات أخرى غير البشر توسلوا بأهل البيت؟ الحواب نعم ، وهذا ما أكدته روايات أهل البيت عليهم السلام، بأن بعض الملائكة توسلوا بأهل البيت عليهم السلام . تقول الرواية بأن اسرافيل وجبرائيل في أحد الأيام يتفاخران على بعضهما وأنه أعظم من نظيره درجة، فيأتيهم النداء من الله عز وجل ويقول إليهما اسكتا فوالله خلقتُ خلقًا أفضل منكما ، فتعجبا وقالا أيكون ذلك وقد خلقتنا من نور عظمتك ؟ قال الله عز وجل انظرا إلى ساق العرش، فنظرا فإذا مكتوب محمدٌ فاطمةٌ عليٌ حسنٌ حسين ، فيأتي جبرائيل ويخاطب الله عز وجل ويقول يا رب اسألك بحقهم أن تجعلني خادمًا عندهم. وهذا يبين الدرجة العظيمة لأهل البيت، والتي فاقت أعظم الملائكة حتى توسلوا بهم.

فتوسلنا بباب المراد الإمام الجواد عليه السلام نوسل بيقين ونتوسل باعتقاد أن الإمام عليه السلام يسمع هذا الكلام ويرد علينا.

ثانيًا:

إحدى الزيارات أهل البيت عليهم السلام والتي تمثل عقائد الشيعة الإمامية ، فإذا أردت قراءة عقيدة الشيعي في أهل البيت عليهم السلام فاقرأ الزيارة الجامعة الكبيرة، وهي تبين لك ارتباط الشيعة بأهل البيت، وتبين مدى فضائل عليهم السلام وكيف نتوسل بهم. ففي أحد فقراتها تقول وبكم يُنزل الغيث، وبكم يُمسك السماء أن تقع الأرض

فنرد بعض الشبهات الواردة على هذا المقطع، فاختيار كلمة الغيث بدلًا من المطر فيبينه علماء اللغة عندما أكدوا أن كلمة المطر تأتي في آيات القرآن الكريم بمعنى السوء وأن الغيث يأتي بمعنى الرحمة ولذلك عبَّر الإمام بالغيث. أما التساؤل الثاني فتوجد آية في القرآن الكريم وهو الذي يُنزل الغيث وهل هناك تعارض مع ما جاء في مقطع الزيارة ، قال العلماء بلا ، أي أن الذي ينزل الغيث هو الله سبحانه وتعالى إذاً لا تعارض بين الآية المباركة والزيارة الجامعة، أما التساؤل الثالث فما هو المقصود بهذا القول وهنا فيها قولين، فالقول الأول : بدعائكم يا أهل البيت ينزل الله عز وجل الغيث على الناس، فلولا دعاكم أهل البيت لما أنزل الله الغيث على الناس ، أما القول الثاني : وجود اهل البيت عليهم السلام، فلولا وجودهم لما استحق أهل الأرض أن ينزل الله عليهم الغيث، لأن أهل الأرض مذنبين وهي علة تكوينية.

وفي يومنا هذا الإمام الموجود هو صحاب العصر والزمان ، ونحن نتوسل بأعظم الخلق وأشرفهم .

ثالثًا:

بينان أهمية التوسل بأهل البيت كما بينهم الإمام الجواد عليه السلام، وقد ذكرت الرواية التي مضمونها أن الإمام الجواد قد مرض في أحد الأيام وقد عاده أصحابه، وأخبروه بزيارة جده الحسين في كربلاء، وطلب منهم الإمام الجواد الدعاء بالشفاء عند ضريح الحسين عليه السلام. وقال العلماء في هذه الرواية بأن لها وجهين فالوجه الأول بأن الإمام يريد تعليمهم بأن عقيدة التوسل من عقائدنا ، أي هنا في مقام التعليم . أما الوجه الثاني فإن الإمام الجواد عليه السلام يريد فعلاً الدعاء عند الإمام الحسين لأن الدعاء عند قبر الحسين له خصوصية.

إذاً فالإمام الجواد توسل بالإمام الحسين فكيف بنا نحن الغرقى الذي نريد أي وسيلة يوصلنا إلى الله عز وجل، ونحن نتوسل في هذ اليوم بباب المراد.

وقد تنبه له بنو العباس فكادوا له المكائد، لقتل الإمام الجواد عليه السلام، وفلم يروق لهم التفاف الناس بأهل البيت عليهم السلام، ولا نور أهل البيت يشع في المدائن. بل يريدون الناس في الجهل والضلال .

فخرج الإمام الجواد عليه السلام للناس يوجههم، فقرر المعتصم العباسي إشخاص الإمام من المدينة المنورة إلى بغداد، وهناك تم تسميمه بواسطة زوجته أم الفضل. وهي من النواصب وتكن الحقد الشديد للإمام الجواد عليه السلام لأنها لم تنجب من الإمام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى