١٤٤٣أحزان أهل البيت عليهم السلامتغطيات

“صفات الحركة الاصلاحية” ملا حسن الصالح | ٢ محرم ١٤٤٣هـ

روي عن الإمام الحسين عليه اسلام : “فأصبحتُم إلْباً لأعدائِكُم على أوليائِكُم، ويَداً عليهم لأعدائِكم، بغيرِ عَدلٍ أفشَوْهُ فيكُم، ولا أمَلٍ أصبحَ لكُم فيهم، إلَّا الحرامَ من الدّنيا أَنَالُوْكُم وخَسِيسَ عَيْشٍ طَمِعْتُم فيهِ، من غيرِ حَدَثٍ كانَ منّا، ولا رأيٍ تَفيَّل لَكُم”

كمقدمة في البداية نجد أن بين فينة وأخرى على مر التاريخ من يخرج لنا شخص على أنه المصلح وتتعدد أنواع هذا الإصلاح كديني أو اجتماعي أو غير ذلك. والمصلحون يكون لهم مُأيدون أو معارضون. ويعدد لنا التاريخ بأن بعض المصلحين تكون نواياهم حسنة وينزاح القناع بعد أن يصلوا إلى مرادهم ويحققوا أهدافهم. فيكون هدفه المال أو الوجاهة أو النمصب وغيرها.
ويعود الخطيب إلى بداية المحاضرة حيث يركز على كلام الإمام الحسين عليه السلام عندما خاطب جيش ابن سعد ومن خلال كلام سيد الشهداء تظهر لنا أربعة مقاييس للحركة الإصلاحية.

  • الصفة الأولى : صفة العدل.

بحيث يكون يضع المصلح الأمور في أماكنها وكل واحد حسب ما يستحق فهو جدير بأن يكون متبعًا وذو حركة إصلاحية وهذا ما استدل عليه الإمام الحسين عليه السلام عندما خاطب جيش ابن سعد وقال لهم إن كان بنو أمية مصلحون فلكم الحق باتباعهم، وإذا كانوا ظالمين فلماذا تقفون معهم؟
فالتاريخ ذكر لنا الكثير من جرائم بني أمية، فكانوا يقتلون على الظنة، فقد تتبعو عمرو بن الحمق الخزاعي، فسجنوا امرأته ولاحقوه حتى وجدوه فيقال بأن حية لدغته في جحر لها ورواية تقول بأنهم أخرجوه وقتلوه وقطعوا رأسه وروموه في حجر زوجته. وأيضًا يعاملون الناس كعبيد لهم . فسعيد بن العاص يقول كل سواد العراق ملك لقريش بنو أمية . وفي الطبري ذكر بان جماعة من أفريقيا يتزعمهم ميسرة قدموا على هشام بن الحكم  ليشكوا له واليه عليهم، وقد استقبهم وزيره الأربش، فقالول له بأن واليه يقدمهم في المعارك ويؤخر جنوده ولا يعطينا  من الغنائم بل يوزعها على أقربائه، ويذبح ألف شاة ليسلخ جلدها، حتى بلغ منه أن يأخذ كل جميلة من نسائنا ويأخذها له. وقدمنا لهنا لنتأكد إن كان هذا من الدين أم ماذا ؟ وطلب منهم الوزير الانتظار وبقوا عدة أيام من دون القدرة على الدخول على الخليفة الأموي، فعادوا إلى ديارهم وقتلوا والي الخليفة.  

  • الصفة الثانية : صفة الإصلاح.

قد يخطئ المصلح ولكن قد يكون لديه أمل في تعديله في حالة لو كلمته، فالحسين عليه السلام يسأل جيش ابن سعد هل وجدتم في بني أمية صفة الإصلاح، ولذلك قام الإمام الحسين بثورته بأنه لم يجد ولا نية في بني أمية في الإصلاح، بل كانوا يفسدون ولا يصلحون، ويفعلون ذلك باسم الدين وهو الأخطر، فيقول أحدهم الأرض لله وأنا خليفته على الأرض وما أخذته فهو لي، ما تركته للناس فبالتفضل مني. وعرسوا المفاهيم عند قومهم ، فنجد أحدهم يسأل علماء بني أمية بلماذا سمحتم له بهدم الكعبة؟  قفالوا تزاحمت عندنا الطاعة والحرمة، فقدمنا الطاعة على الحرمة، وكذلك نجد كلام عبيد الله بن زياد لمسلم بن عقيل عندما أخل عليه فقال : ” يا شاك يا عاق عصيت أمر المسلمين وخرجت على إمامك” فكانوا يتحدثون باسم الدين. وكذلك الشمر بن ذي الجوشن فقد سمعه أحدهم يقول ” اللهم إنك شريف تحب الشرف وأنا شريف فاغفر لي” ورد عليه وقال وبعد الذي فعلت تطلب العفو ؟ فرد الشمر ” إنا أطعتنا قادتنا وأمرائنا ولم نفعل ذلك لكنا اشر من ذلك الحُمر”

  • الصفة الثالثة : صفة المصداقية.

لا بد للمصلح أن يكون صادقًا، فنجد الإمام الحسين في حركته لم يمني أحدًا من أصحابه بمنصب أو مال، ولكنه أكد بأن مصيرهم للقتل والشهادة. ومصداق لذلك نجد الإمام الحسين يضع خده على خد علي الأكبر وهو ابنه الأكبر تارة، وتارة يضع خده على خد جون وهو من أنصار الإمام الحسين عليه السلام. ولذلك يريد الله أن يمتحن الناس فنجد أن قوم موسى طلبوا من نبيهم أن يخلصهم من فرعون، فقال لهم موسى (ع) “عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون”. ليجد منكم مصداقيةً.

  • الصفة الرابعة : صفة الصوابية.

وهو أن تجد مصلح خير تكون نيته الإصلاح، ولكن يستخدم أسلوب خاطئ للوصول إلى الغاية، فالغاية لا تبرر الوسيلة. وينطبق ذلك على لينين، عندما قام بثروته دعا إلى الإصلاح، ولكن مات في ثورته ٥ ملايين فقير من الجوع والفقر، وأخبروه بموتهم في الشارع فقال لا أهمية لذلك، والمهم الوصول إلى غايتي. وهذا أمر خاطئ، وعلى العكس من ذلك نجد حبيب النجار، قد حدد شرطين أساسيين لمن عنده صفة الصوابية “وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون” فيجب أن تكون لديهم هداية.

وهذه هي الصفات الأربع التي وضحها الإمام الحسين عليه السلام كمعيار لكل حركة إصلاحية، ولذلك قام بالثور وخاف على الدين وأعلنها صريحة عندما جاء إلى دار الوليد يريدون منه البيعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى