١٤٤٣أحزان أهل البيت عليهم السلامتغطيات

“ظاهرة النفاق الديني عوامله وأسبابه” ملا حسن الصالح | ٣ محرم ١٤٤٣هـ

قال الله في كتابه المجيد “من الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين” صدق الله العلي العظيم.

ويقع تحت عنوان “ظاهرة النفاق الديني عوامله وأسبابه” ثلاثة أمور:

  1. تعريف معنى النفاق ومراتبه وأنواعه.
  2. خطورة النفاق الديني.
  3. عوامل وأسباب هذه الظاهرة
  • تعريف النفاق ومراتبه وأنواعه
    هو من النفق والذي يستخدمه بعض الحيوانات وتكون فيه منافذ ليخرج، فكأنما هذا المنافق يخرج من هذا النفق المظلم ويخرج من بعضها، فالنفاق هو إظهار الإنسان خلاف ما يبطنه من سوء ومن سريرة.

    • مراتب النفاق : نذكر مرتبتين وهما :
      1. النفاق الظاهري: وهو مثل إظهار الإيمان وإخفاء الكفر، وذلك لكي يحصل على منافع.
      2. النفاق الخفي: روي عن النبي صلى الله عليه وآله “مما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق” كالرجل الذي يصلي ويحاول ان يظهر الخشوع  في جسده فقط، ولكن قلبه بعيد عن الخشوع.
    • أنواع النفاق :
      1. النفاق الاجتماعي: وهو الذي يقابلك بوجه ويبطن في قلبه وجهًا آخر وروي عن النبي (ص) ” إن من شر الناس عند الله عز وجل يو القيامة ذا الوجهين”  حيث يرى فيها مصلحته. ويجب أن نفرق بين المدارة والنفاق، حيث يعتبر البعض بأن المدارة هو النفاق. ولذلك لن أخفي شيئًا في قلبي فالذي في قلبي على لساني كما يقولون. وهذا اعتقاد خاطئ فالنفاق يختلف عن المداراة. فالمداراة تعتمد على حُسن المعاشرة واللين. وقد روي عن النبي (ص) ” أعقل الناس أشدهم مداراة للناس”، فإظهار ما في القلب لن يكون هناك ألفة بين الناس.
      2. النفاق الديني: وهو الأخطر وله نماذج ثلاثة :
        1. النموذج الأول:  الأمر بعمل الحسن ولا يفعله، كأن يأمر الرجل أهله وأبناءه بالصلاة وهو لا يصلي.
        2. النموذج الثاني: الإلتزام بالتعاليم الدينية لجهة قاهرة، كالأسرة والمجتمع، فبعض الفتيات ملتزمة بالحجاب عندما تكون في أسرتها وتترك الحجاب بعد الزواج نتيجة لتساهل زوجها.
        3. النموذج الثالث: وهو الأخطر كأن يأتي إنسان عبر وسائل التواصل الإجتماعي ويتظاهر بأنه ذات علم ودين ويؤثر في بعض الشباب في أفكارهم ومعتقداتهم في أصول الدين فيتأثرون به. ويكتشف بعد بأنه خلاف ذلك.
  • خطورة النفاق الديني
    المتدين مسؤل عن تصرفه، حيث يعتقد بعض المتدينين بأن سلوكه خاص به فقط ولا يعلم بأن له أثر على البقية، فأن أخطأت سوف ينعكس على جميع المتدينين،  فمتدين يخطئ فيقال جميع المتدينون يخطؤن، ومعلم يخطأ فيقال كل المعلمون يخطؤن وهكذا.
    وكذلك بأنك شيعي لا تمثل نفسك بتعاملك واخلاقك، لإنك تمثل إمامك ومذهبك حتى يقال ” رحم الله جعفر بن محمد فقد أدب شيعته” ، روي عن الإمام الرضا عليه السلام ” لم يخنك الأمين با أأتمنت الخائن” فالخلل ليس في الأمين بل بأنك لم تعرف لمن تذهب، وهذا ينطبق على المتدين الخاطئ فلا نستطيع التعميم على كل المتدينين. فلابد أن تعطي كل ذي حق حقه.
    وقد ضرب الله لنا مثلا فقال عز وجل ” ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون”.
  • عوامل وأسباب هذه الظاهرة
    1. الإلزام
      وقد ذكرها أحد المفكرين السوريين، فالقاعدة تولد الإنفجار، كمثل الفتاة المحجبة في بلادها وتخلعه بعد سفرها، فيقول بأن السبب هو الإلزام. فنقول له بأنه غير صحيح، فلابد من وجود الإلزام فلولا وجودها لتفشت المنكرات. فلو تركنا أبنائنا من دون صلاة أو بناتنا من دون حجاب لتفشت المعاصي ولسقطت هيبة المعاصي، حينئذ تكون لدينا المعاصي أمرًا هينًا. وكما تلاحظون من بعض الشباب وسماعهم للأغاني من دون نكرانها، حينها تصبح سماعها أمرا عاديًا. فلا بد أن نكون حازمين في هذا الأمر.
      ويأتي بعدها أسلوب آخر وهو الإقناع، فيكون إقناع وإلزام.فيقول الله سبحانه وتعالى “ادعُ إلى سيبل رب بالحكمة والموعظة الحسنة” مع البيان للابن والابنة بالإقناع والدليل.
      والقرآن الكريم مليئ بالشواهد القرانية “إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر” فقد بينت أهمية الصلاة. وكذلك في الآية الكريمة  “يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما”  وهنا قد بينت العلة . ويجب علينا كذلك تربية ابنائنا على التسليم فهناك أمور لا جواب لها كمثل عدد الركعات في صلاة الصبح مثلاً ، أو عدد أشواط الطواف في الكعبة المشرفة، ورمي الجمرات سبعة وهكذا، قد لا نعرف العلة من ذلك ولكن يجب أن نمتثل لله سبحانه وتعالى.
    2. العلاقة القشرية السطحية بين العبد وربه
      فالمسلم يشعر بالتعب فيقرر عدم الصلاة هذا اليوم، أو اليوم حر فلن أرتدي الحجاب، فهذا النوع هو تعامل بالدين بالطريقة السطحية. فأبائنا لديهم علاقة متينة بالدين ولذلك وهو على فراش المنية لا يترك صلاته.
    3. العلاقة التجارية
      فعلاقتي ليست علاقة ثواب ولكن علاقة مصالح، وقد بينه الإمام الحسين، فقد روي عنه “الدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون” وقد أعلنها للناس بأنهم لن يحصوا من وراء الخروج معه إلى كربلاء مصالح دنيوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى