١٤٤٣أحزان أهل البيت عليهم السلامتغطيات

“أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج” ملا حسن الصالح | ٤ محرم ١٤٤٣هـ

ورد في الحديث الشريف ” أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج ”

نجد أن روايات أهل البيت عليهم السلام تتحدث عن مرحلة خطيرة في زمن غيبة الإمام صاحب العصر والزمان. وللتعرف على هذه المرحلة ننقل ثلاث روايات تتحدث عن هذه المرحلة.

  1. عن الإمام الصادق عليه السلام “كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى، ولا علم، يبرأ بعضكم من بعض فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون”
  2. عن الإمام الباقر عليه السلام ” هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا- يقولها ثلاثا- حتى يُذهب الكدر ويبقى الصفو”
  3.  عن الإمام الرضا عليه السلام  ” لا يخرج القائم حتى تمحصوا وتغربلوا ولا يبقى منكم إلا الأندر فالأندر”

ومن خلال هذه الروايات الثلاث أننا نمر بمرحلة خطيرة، ربما لم نصل لها الآن ولكن قد تشتد علينا الفتن ، فلابد أن نحصن انفسنا لكي لا نضل ونبقى ثابتين . فما هي الوظيفة المناطة بنا في زمن الغيبة ؟

الوظيفة الأولى: انتظار الفرج.
وهذا ما تم استهلال به هذه المحاضرة من حديث لرسول الله (ص)، فهل اللإنتظار وضع اليد على الخد والجلوس في المنزل بلا جد ولا اجتهاد. وهذا أمر خاطئ فهناك انتظار واعي واقعي صادق وهناك سلبي خادع وكاذب. ويشبهونه العلماء بهذه الحالة : فلو دعوت أحدهم لمنزلك، فتكون ردت الفعل بأن يكون كل شيء جاهز في استقباله وتارة يأتي ولم تعد له شيئًا. ولذلك لا بد أن نهيء أنفسنا كما هو حال الضيف، لأنه في أي لحظة يخرج الأمام عجل الله فرجه كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام ” أمره كأمر الساعة ” وهنا يأتي دور الأب والأم ومن مسؤولية الأم إعدادها لجنود للإمام المنتظر.فالإنتظار الحقيقي له درجات وأقسام نذكر منها:

  1. الإنتظار العقائدي.
    فتكون عقيدتنا ثابتة بالإمام صاحب العصر والزمان كقوله تعالى “يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاءيقول الإمام الصادق عليه السلام يثبتنا بولاية علي عليه السلام. والأئمة  هم امتداد لخط الإمام علي عليه السلام. وفي رواية للإمام الصادق عليه السلام “إن شيعتنا في زمان غيبته القائلين بإمامته الثابتين على دعوته المنتظرين لأمره هم أفضل شعيتنا في كل زمان” إذاً لا بد من الثبات العقائدي فلا ننكر وجود الإمام بمجرد أن يقع علينا الظلم أو الفساد. وحينئذ من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية . ولا نكون كالشلمغاني عندما ادعى أنه أحد سفراء الإمام المنتظر على الرغم من أنه راوي لأحاديث الأئمة عليهم السلام. فلم يستطع الثبات في العقيدة. فصدر في حقه كتاب من الإمام عليه السلام لُعن فيه وقُتل على يد حاكم من حكام بني العباس.
  2. الانتظار السلوكي.
    فلا يصح أن احصن نفسي عقائديًا وسلوكي بعيد كل الُبعد عن خط الله. انظر بهذه البصيرة بأن أمام زمانك مطلع على أعمالنا فهل تدخل عليه الفرح والسرور أو الهم الحزن، روي عن الإمام المنتظر عجل الله فرجه ” لولا ذنوب شيعتنا لرؤنا رأي العين” كتأخير الصلاة النظر إلى المحرمات والغيبة والكذب والبهتان وغيرها.
  3. الانتظار الإجتماعي.
    فلا أعيش الأنانية فيكون همي فقط الزوجة والأولاد والوظيفة ولا أهتم للأخرين كالفقراء والمساكين حينئذ لا تكون منتظرًا حقيقيًا.
  4. الانتظار الإعلامي.
    ما زلنا مقصرين تجاه إمام زماننا بالتعريف بقضيته للعالم، فلابد أن نجتهد حتى نعرف الناس من هو الإمام صاحب العصر والزمان، فبعض الأديان يعتبرون مخلصًا، ولكن من هو لا يعرفونه. فإذا حققنا هذه الدرجات الأربعة نكون مصداقًا لسورة العصر، فالتفسير يرقول بأن العصر هو عصر الإمام ، لفي خُسر أن الإنسان البعيد عن تعاليم الله في خسران ، إلا اللذين آمنوا أي الإنتظار العقائدي وعملوا الصالحات أي الإنتظار السلوكي، فنبتعد عما فعله الشلمغاني والذي كان قباله جعفر بن أبي متيل حيث كان الإعتقاد بإنه سيكون سفيرًا من سفراء الإمام وعندما وقع الإختيار على الحسين بن روح النوبختي سلَّم بذلك ، وقد سؤل عن سبب عدم اختياره فقال لو سُجن لأخبر بمكان الإمام، ولكن الحسين بن روح النوبختي لو كان تحت ثوبه لما أخبرهم حتى لو قُطع بالسيوف أو نُشر بالمناشير. وتواصوا بالحق وهوانتظار اجتماعي والانتظار الإعلامي.

الوظيفة الثانية : الرجوع إلى الفقهاء العدول.
لكي نحصن أنفسنا لابد من الرجوع للفقهاء العدول كما وصفهم الإمام الحسن العسكري عليه السلام “أما من كان صائنًا لنفسه، حافظًا لدينه مخالفًا لهواه مطيعًا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه” وهو بمث لرجوع المريض للطبيب، وكذلك الإنسان عندما يريد العلوم الإلهية أن يعود لأهل الإختصاص. فلا نفتي الناس بهوانا ولكن نرجع للفقيه العادل. وهو الأمر الذي سقط فيه اهل الكوفة. فهم لم يحصنوا أنفسهم فقد بايعوا مسلم بن عقيل في بداية الأمر وقد عدت الروايات ثمانية عشر ألف رجل بايعوه. حتى كتب مسلم بن عقيل بقدوم الإمام الحسين فإنه سيجد جنود مجندة. وعندما جاء ابن زياد واستخدم اسلوب الترغيب والترهيب رغبهم بالمال ورهبهم بالقتل وخوفهم بحنود الشام فلم يثبتوا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى