١٤٤٣أحزان أهل البيت عليهم السلامتغطيات

“أسباب عظمة الشخصيات القرآنية” ملا حسن الصالح | ١٢ محرم ١٤٤٣هـ

ملا حسن الصالح
١٢ محرم ١٤٤٣هـ
مأتم آل معراج

قال الله في كتابه “وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين”

يذكر لنا التاريخ في صفحاته أن هناك بعض الشخصيات تميزت ولمع نجمها، فأصبحت من الشخصيات العظيمة دون أقرانها سواء هذه الشخصيات كانت شخصية رجالية أو شخصيات نسائية. ما أسباب عظمة هذه الشخصيات؟ لماذا شخصيات سمت وعلا ذكرها دون الباقي؟ لو أردنا أن نكون من العظماء ماذا ينبغي علينا أن نفعل؟

هناك عوامل كثيرة نذكر منهم اثنين:

العامل الأول: حتى يكون هذا الإنسان عظيما لا بد أن يتوفر على سمات وصفات يوظفها في خدمة المجتمع في خدمة الناس.
مثل أن يكون مثلا هذا ذكيا، عالما، فلا يمكم أن يكون قائد مفتقر للذكاء والعلم؛ فالقائد عليه أن يضع الأمور في مواضعها.
هناك بعض الشخصيات التي تتسم بمثل هذه الصفات ذكرها الله في القرآن، مثل بلقيس ملكة سبأ، لما نرجع في التاريخ نرى تعامل الحكام الظالمين مع رسالات الأنبياء، فمثلا ملك الفُرس لما وصلته رسال النبي محمد صلى الله عليه وآله وترجمت له، قام بتمزيقها؛ لأن اسم النبي صلى الله عليه وآله جاء قبل اسمه، فلم يتحمل ذلك.
لكن بلقيس حينما وصلتها الرسالة استشارت وزراءها وأصحابها “قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون”، فكان ردهم ” نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين”، لكن الحرب فيها خسائر ضخمة للجميع ” إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة” فأرسلت لنبي الله هدايا ” وإني مرسلة إليهم بهدية”، يقول البعض أنها أرسلت هدايا لاستمالة قلب النبي سليمان، ولكن بلقيس كان عندها هدف أكبر ” فناظرة بم يرجع المرسلون”.
الأمر الآخر الدال على ذكائها انها حينما ذهبت إلى النبي سليمان أراها عرشها بعد أن غير فيها ومكّره لها، وسألها اذا كان هذا عرشها قالت ” كأنه هو ” فإجابتها تحتمل أن يكون هذا عرشها وتحتمل أن لا يكون كذلك. فهذه الآيات في سورة النمل تبين لنا مدى ذكاء بلقيس، وتوظيفها لها في خدمة مملكتها.

العامل الثاني: لا بد لهذا العظيم أن تكون له مواقف حاسمة وصعبة بلحاظ الزمان والمكان.
لو عندنا امرأتين بدرجة واحدة من الإيمان والصلاح وعبادة الله سبحانه وتعالى، الأولى تعيش في بلاد المسلمين، والأخرى في بلاد الكفر. أيهما أعظم شأنًا؟ ترجح كفة تلك التي تعيش في بلاد الكفر، التي مع التضييق على الإسلام ملتزمة بمبادئ دينها.
من هنا خلد الله ذكر آسية زوجة فرعون، فرعون كان يقتل ما شاء الله من النساء والرجال المعارضين له، ولكن لأن مواقفها كانت وصعبة بلحاظ الزمان والمكان، وكانت آسية تعيش في بيت فيه كل أنواع الرفاهية ولكنها قالت “رب ابن لي عندك بيتا في الجنة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى