المناسبة: ذكرى استشهاد الحمزة عليه السلام
الخطيب: الملا عبد الكريم السندي
التاريخ: 15 شهر شعبان 1446هـ
الموافق: الأحد 13 أبريل 2025م
أهم النقاط التي جاءت في المجلس:
افتتح المجلس بذكر الآية الكريمة: “أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ” الأنعام آية 90
- الحمزة بن عبد المطلب شخصية استثنائية حظيت باحترام وتعظيم الأئمة المعصومين عليهم السلام.
- الألقاب التي يطلقها المعصومون ليست جزافية، فإذا لقّبوا شخصًا بلقبٍ عظيم، فذلك يعني أنّه بلغ مقامًا رفيعًا لا يناله إلا خواصّ أولياء الله.
- رسول الله صلى الله عليه وآله يصف الحمزة بقوله: “أسد الله وأسد رسوله”، وهي شهادة عظيمة تعكس مقامه الجهادي والروحي.
- كان النبي صلى الله عليه وآله يستغيث بعمه الحمزة في اللحظات العصيبة، فيقول: “واحَمزتاه، ولا حمزة لي اليوم”.
- وردت رواية طويلة في كتاب (كمال الدين) للشيخ الصدوق، يحدّث فيها النبي صلى الله عليه وآله ابنته الزهراء فاطمة عليها السلام عن مقامات بعض الشخصيات، ومنهم الحمزة عليه السلام:
“ويا بنية إنا أهل بيت أعطانا الله عز وجل ست خصال لم يعطها أحدا من الأولين كان قبلكم، ولم يعطها أحدا من الآخرين غيرنا، نبينا سيد الأنبياء والمرسلين، وهو أبوك، ووصينا سيد الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة بن عبد المطلب عم أبيك.قالت: يا رسول الله هو سيد الشهداء الذين قتلوا معه؟
قال: لا بل سيد شهداء الأولين والآخرين ما خلا الأنبياء والأوصياء، وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة مع الملائكة وإبناك حسن وحسين سبطا أمتي وسيدا شباب أهل الجنة، ومنا والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما”.قالت: وأي هؤلاء الذين سميتم أفضل؟
قال: علي بعدي أفضل أمتي، وحمزة وجعفر أفضل أهل بيتي بعد علي، وبعدك وبعد ابني وسبطي حسن وحسين، وبعد الأوصياء من ولد ابني هذا -وأشار إلى الحسين- منهم المهدي، إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا”.
- يخطئ البعض حين يظن أن الحمزة كان مشركًا ثم أسلم، والصحيح أنه كان موحدًا على دين إبراهيم الخليل عليه السلام، كما كان جده عبد المطلب عليه السلام، فالحمزة لم يسجد لصنم قط، وكان على دين الحنيفية، وأظهر الحمزة إسلامه في السنة الثانية للبعثة علنًا، بعد أن علم بما فعله أبو جهل من إيذاء للنبي صلى الله عليه وآله، فغضب وذهب مباشرة إليه وضربه على رأسه بقوسه، وقال: “أتشتمه وأنا على دينه؟ فاشهدوا أني على دين محمد”.
- الغيرة من أبرز صفات الحمزة، وهي التي دفعته للدفاع عن النبي والإسلام، الغيرة لغةً: المحافظة والحماية على ما يوجبه العقل والشرع، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: “من لا غيرة له فهو منكوس القلب”، ويقول النبي صلى الله عليه وآله: “إن الله غيور، يحب كل غيور، ومن غيرته حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن”، ويقول: “كان أبي إبراهيم غيورًا، وأنا أغير منه، وأرغم الله أنف من لا يغار”.
- الغيرة التي يحبها الله هي تلك التي تستند إلى مبررات عقلية وشرعية، مثل حماية العرض والدين.
- الغيرة المذمومة هي التي تنشأ من الحسد أو الوهم أو الشك بدون دليل.
- الغيرة يجب أن تُمارس في أربع ساحات:
- ساحة الأسرة: الحفاظ على العفة، الحياء، الأخلاق، حماية الأبناء والبنات من الانحراف.
- ساحة التعليم: المدرّس الغيور على طلابه يوجّههم لما فيه الخير.
- ساحة العمل والصداقة: الصديق والموظف الغيور يتفاعل بحساسية أخلاقية تجاه أي خطأ.
- ساحة التدين: المحافظة على الدين، الالتزام، النصيحة، ونشر القيم.
- مواقف بطولية للحمزة في معركة بدر، قاتل الحمزة قتال مع أمير المؤمنين عليه السلام، ووصفه الأعداء بـ”الذي فعل بنا الأفاعيل”.
- في غزوة أحد، وقف بشجاعة عظيمة، وظل يقاتل حتى سقط شهيدًا بعد أن هاجمه وحشي، وجائت هند بنت عتبة مثلت بجسده، وبقرت بطنه وأخرجت كبده ولاكتها، فحين وقف رسول الله صلى الله عليه وآله على جسده، بكى وقال: “رحمك الله يا عم، لقد كنت وصولًا للرحم، فعّالًا للخيرات… والله لا أصاب بمثلك أبدًا”، وحين اقتربت أخته صفية لرؤية جسده، قال النبي للزبير وعلي عليه السلام: “اكفياها لئلا ترى ما صنع بجسد أخيها”.
