١٤٤٣أحزان أهل البيت عليهم السلامتغطيات

“أنصار الإمام الحسين عليه السلام” ملا حسن الصالح | ٦ محرم ١٤٤٣هـ

جاء في الزيارة “السلام عليكم يا خير أنصار، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار”

هذا المقطع لزيار الإمام الحسين عليه السلام والشهداء الذين استشهدوا مع الإمام الحسين عليه السلام. تعرف هذه الزيارة بالزيارة الناحية المقدسة،  وبمجرد أن نذك هذا العنوان يتبادر لنا صاحب العصر والزمان وقد استخدمت هذه المفردة لكي لا يعرف هذا الأمر صادر من الإمام المنتظر سلام الله عليه، لكي لا يكتشف أمره. إلا أن بعض المحققين ذكروا أن هذه الزيارة ذكرت في عام ٢٥٢ للهجرة وفي هذا التاريخ لم يولد الإمام بعد. فالبعض ينسبه للإمام الهادي والبعض ينسبها للإمام العسكري عليهما السلام. وذكر بعض المحققين بأنها صدرت في عام ٢٦٢ هجرية أي بعد ولادة الإمام الحجة عليه السلام. وتعتبر هذه الزيارة وثيقة مهمة جدًا وذلك لنقلها بعض أحداث كربلاء وما جرى في المعركة وأيضًا التحدث عن بعض الشخصيات وذكر اسمائهم.

سنتعرف على شخصية عظيمة استشهدت بين يدي أبي عبدالله الحسين عليه، وكذلك على ثلاثة اسماء ذكروا في هذه الزيارة، فهم لم يستشهدوا في المعركة ولكن استشهدوا بعد ذلك.
الشخصية هي نافع بن هلال المدحجي المرادي، وهذا الاسم به التباس عند البعض، فكتب السيرة انقسمت إلى فريقين، ففريق يقول هو هلال بن نافع والبعض يقول نافع بن هلال، والأرجح هو نافع بن هلال وهو من سكان الكوفة وقد شارك مع أمير المؤمنين عليه السلام في ثلاثة الحروب الجمل وصفين والنهروان وكان من خُلص أصحاب أمير المؤمنين. وزاد رفعة وشرفًا أنه استشهد في واقعة كربلاء. وقد عزم على الخروج بعد سماعه خروج الإمام الحسين من المدينة إلى مكة المكرمة وهو من قبيلة مدحج والتي يرأسها هانئ بن عروة. أمر أن يخرجوا فرسه الكامل. وتجد أن أحدهم عرض فرسه على الإمام الحسين عليه السلام دون أن يقاتل فرفضها الإمام الحسين عليه السلام. التقى نافع بن هلال في موضع (عُذيب الهُجانات) وسيمت بذلك لوجود بحيرة بها ماءٌ عذب وهي مشهورة قديمًا منذ زمن الأكاسرة ملوك الفرس. وقد ألقى الإمام الحسين عليه السلام خُطبة في هذا المنطقة (لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما) وهذا يدل أن الإمام الحسين عليه السلام ذكرها في أكثر من موضع . حينئذ قام نافع بن هلال وخاطب الإمام الحسين عليه السلام ” والله ما كرهنا لقاء ربنا وإنّا على نياتنا وبصائرنا نوالي من والاك  نعادي من عاداك”، لنافع بن هلال ثلاث مواقف مشرفة :

  1. الموقف الأول.
    استسقى الإمام الحسين عليه السلام للماء فذهب ٣٠ فارسا يتقدمهم العباس وعلي الأكبر وكان من بينهم نافع بن هلال، وتقدمهم لأن من وقف على المشرعة من عشيرته ويدعى عمرو بن الحجاج الزبيدي،  فأذن له بالشرب ولكنه رفض من دون أن يشرب الإمام الحسين عليه السلام وأنصاره. فاشتد الكلام بينهما ورفع بنو هاشم سيوفهم فابتعد عمرو بن الحجاج عن المشرعة فملأ بني هاشم القُرب.
  2. الموقف الثاني.
    في الليلة العاشر وبينما الإمام الحسين يتفقد التلال والمكان وكان نافع بن هلال يحرس الإمام الحسين عليه السلام فقال له ” انظر لهذين الجبلين ما رأيك أن تسلك بينهما؟”  فقال نافع “إذا تركناك يا أبا عبدالله ماذا نقول لجدك رسول الله صلى الله عليه وآله” وهذا يدل على الثبات والإقدام والتضحية للإمام الحسين عليه السلام.
  3. الموقف الثالث.
    في اليوم العاشر استشهد عمرو بن قرضة الأنصاري،
    وكان في جيش بن سعد أخوه علي بن قرضة الأنصاري فقام بشتم الإمام الحسين عليه السلام، فرد عليه الإمام الحسين ” إن الله قد أضلك وإنك ذاهب إلى نار جهنم” . فهجم علي بن قرضة الأنصاري على الإمام الحسين عليه السلام وتصدى نافع بن هلال وطعنه بالرمح فسقط جريحًا.
    وقد عُرف عن نافع بأنه ماهرٌ في الرماية وكتب عبى نباله ” أرمي بها معلمةٌ أفواقها والنفس لا ينفعها إشفاقها” . وقد قتل ١٢ رجلاً وقيل ٧٠ . وقيل أن السبعون هم الجرحى. ولما رأوه يكثر الرماية هجموا عليه وضربوه بحديدة حتى كُسرت يمينه وشماله. واقتيد أسيرًا لجيش عمر بن سعد وهو اول أسير من انصار الإمام الحسين عليه السلام. ودار حوار بن نافع بن هلال والشمر فقال هلال ” يا شمر لو كنت مسلمًا لهالك ما ارتكبت من سفك دماء آل محمد صلى الله عليه وآله ” فضرب الشمر عنق نافع بن هلال وانضم لقافلة الشهداء. وليس غريبا على الشمر ذلك فقد  أمر رستم بضرب قمر زوجة عبدالله الكلبي عندما كانت تمسح الدماء عن وجه زوجها فاستشهدت عنده. وهي أول شهيدة في ركب الإمام الحسين.

والآن مع ثلاثة شهداء قد ذكروا في الزيارة الناحية المقدسة.

  1. عمرو الجندعي.
    قاتل وجُرح ومن كثرة الجراحات أغمي عليه وأفاق بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام. فأراد أن يقاتل فأمسكوه بعض أفراد عشيرته وتشفعوا عند عمر بن سعد فتركه لهم. ولكثرة جراحاته ظل سنة كاملة وانضم لركب الشهداء. ورد في الزيارة “السلام على الجريح المرتث” أي كثير الجراحات.
  2. غبن ثمامة الصيداوي.
    ويعرف بالمرقع أو الموقع وهو من اليمن، أسروه جريحًا وتشفعوا عند ابن سعد ، فردوهُ لابن زياد، وامر ابن زياد بنفيه لمنطقة الزرارة وهي تقع في المنطقة الشرقية، وبقي ستة أشهر ومات ولم يعلم له قبر.
  3. سورا ابن منعم النهمي.
    جُرح في معركة كربلاء ولم يسجن أو يبعد عن الكوفة ويبقى مدة واستشهد على إثر الجراحات. ولذلك عدد الشهداء قد تجده يختلف فالبعض يعد فقط من استشهد في المعركة والبعض يزيد عليه الجرحى الذين استشهدوا بعد واقعة الطف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى