١٤٤٣أحزان أهل البيت عليهم السلامتغطيات

“البصيرة في زمن التغيرات” ملا حسن الصالح | ٧ محرم ١٤٤٣هـ

قال الله في كتابه المجيد “قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين”

تطرق الخطيب لثلاث نقاط في هذا الموضوع.

النقطة الأولى : ما هي البصيرة؟
قال العلماء والفلاسفة بأن العقل ينقسم غلى قسمين فلدينا عقل نظري وعقل عملي. فالعقل النظري هو الذي يدرك ما يتعلم كالنظريات والرياضيات وقواعد أي ما ينبغي ان يتعلم. أما العقل العملي الذي يقع فيه البصيرة فما ينبغي أن يُعمل ولي أن يتعلم. فالتعرض لمواقف معينة هل أتكلم أم أصمت ، اسجل موقفًا إيجايبًا أو سلبيًا. والبصيرة هي فهم الحياة والترجمة العملية للأمور.ونلاحظها في موقف أبو هارون المكفوف عندما طلب منه الإمام الصادق عليه السلام الدخول للتنور فلم يناقش وتعذر بحرارة النار أو ما شابه ذلك . وهناك كلمة جميلة لأمير المؤمنين عليه السلام ” فقد البصرأهون من فقدان البصيرة”. فالبصر يمكن خداعه وهذا ما حدث لبني إسرائيل حينما سحروا أعين الناس، وكذلك مع المرأة عندما تكون صاحبة بصر فقط فإنها تنخدع بالعباءة المطرزة والملونة أما من كانت صاحبة بصيرة فلن تنخدع بذلك. وكذلك فإن البصر محدود له رؤية محددة والبصيرة بها عُمق. كرفض الشباب من هم في سن الزواج بحجة العمل أو الغنى أو الشكل.

النقطة الثانية: أهمية البصيرة في حياة الإنسان.

وتنقسم إلى ثلاث أمور وهي:

  1. التحصين الفكري.
    فمن يمكل البصيرة يستطيع أن يحلل الأمور وحتى لوكان من المتدينين، والذي لا يمكلها قد تجره المياه كما يقولون. فأي فكرة نسمعها لابد أن نوزنها، أي نضعها في بصيرتنا أي في عقلنا العملي.
  2. السلامة من الفتن.
    فالإنسان يتعرض للفتن في حياته، وقد سمع أمير المؤمنين عليه السلام أحدهم يقول ” اللهم إني أعوذ بك من الفتن” فقال له أمير المؤمنين “لا يقولن أحدكم اللهم إني أعوذ بك من الفتن لأنه ليس لأحد إلا ويشتمل على الفتنة ولكن من أراد أن يستعذ فليقل فليستعذ من مظلات الفتن”، سيما الأهواء والغرائز والأفكار المنحرفة وتلبيس العقائد كما حدث للسامري، فقد أخرج لهم عجلًا جسدًا له خوا، وكانت هذه فتنة ولم ينجحوا فيها .
  3. كشف العقل الجمعي.
    ومن لا يملك البصيرة فتغلبه الكثرة ، فمثلاً تتأثر المرأة بالعباءة المطرزة لأن الأغلبية يرتدونها. أو تسريحة شعر مخالفة للقيم الإسلامية فيكون بها عقل جمعي فيتاثر بها الكل، فالبصيرة تكشف لنا العقل الجمعي.

النقطة الثالثة: مكونات البصيرة.

الله جعل لنا البصيرة منذ ولادتنا، ولابد أن ننميها وهناك ثلاث أمور تتكون بواسطتها البصيرة .

  1. التقوى : كلما زادت تقوى المؤمن زادت بصيرته، يقول الله عز وجل ” إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا” أي التفريق بين الحق والباطل. وكقوله تعالى ” إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان فإذا هم مبصرون” تصبح لديهم حالة بصيرة.
  2. المعرفة بالزمان : أي تكون لديه معرفة فالاستهداف في الدين والثقافة من المخططات العالمية، فلابد للإنسان عنده معرفة بالزمان وقد بينه الإمام الصادق عليه السلام ” على العاقل أن يكون عارفًا بزمانه” فتراهم ينفذون من الألعاب الإلكترونية واللباس مع الترويج للمثلية مثلا، حتى يصبح لدينا هينًا وبالتدريج.
  3. الإلتزام والوعي الديني : فعن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ” تفقهوا في دين الله فإن الفقه مفتاح البصيرة” أي كالمسطرة التي تقيس لك الأمور فتعطيك أن هذا الأمر صحيح أو غير صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى