أشبال المنتظرقصص قصيرة

الإيثار

إعداد الأستاذ رياض حسن سند

إعداد الأستاذ رياض حسن سند

في إحدى القرى الريفية الصغيرة، عاش طفل يبلغ من العمر 8 سنوات اسمه علي. كان علي طفلاً حنوناً وودوداً، يُشرق وجهه دائماً بابتسامة عذبة. كان يساعد والديه في المنزل بكل حب وإخلاص، ويشارك إخوته في لعبهم وأنشطتهم اليومية.

علي كان صديقاً مخلصاً لأطفال القرية، يلعب معهم، ويوزع عليهم حلوياته ولعبه بكل سخاء. وكان الجميع يحبون علي ويُعجبون بشخصيته الطيبة.

ذات يوم، وصلت عائلة جديدة إلى القرية، كانوا فقراء جداً ولا يملكون سوى القليل. عندما علم علي عن ظروفهم الصعبة، شعر بالحزن والتعاطف تجاههم. تحدث علي إلى والديه وقال: “إن هذه العائلة الجديدة بحاجة ماسة إلى المساعدة. لدي الكثير من الطعام والملابس، أريد أن أساعدهم قدر استطاعتي“.

فرح والدا علي بما سمعا من ابنهما الصغير، وأثنيا عليه وشجعاه على هذا السلوك الحميد. قال والده: “نفخر بك يا بني. إن مساعدة الآخرين والإيثار من أجلهم هي من أفضل الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان.”

علي ذهب إلى غرفته وجمع كل ما يستطيع من طعام وملابس قديمة، وحمله بنفسه ليقدمه للعائلة الجديدة. كان وجه العائلة ينير بالفرح والبهجة عندما رأوا هذه الهدايا الثمينة.

وعندما علم جيران القرية بما فعله علي، أخذوا يقتدون به ويبادرون أيضاً بمساعدة العائلة الفقيرة. كانت القرية تشع بالمحبة والتكافل بين أهلها بفضل علي الصغير وسلوكه المشرف.

ذات يوم، تذكر علي قصة الإمامين الحسن والحسين، عليهما السلام، عندما تبرعا بطعامهما لأيتام وفقراء المدينة. فقرر علي أن يقتدي بهما ويضحي بطعامه مرة أخرى لمساعدة الآخرين.

كان قلب علي مملوءاً بالفرح والسعادة عندما رأى وجوه الأطفال الفقراء تشرق بالابتسامة بعد أن تلقوا طعامه ومساعدته. وتعلم علي من هذه التجربة أن الإيثار والتضحية من أجل الآخرين هي من أجمل الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان. أصبح علي مثالاً يُحتذى به في القرية بسبب سلوكه الطيب وكرمه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى