أشبال المنتظرقصص قصيرة

الأمانة

إعداد الأستاذ رياض حسن سند

في إحدى المدارس الابتدائية، كان هناك تلميذ صغير في الثامنة من عمره، اسمه محمد، كان محمد يتميز بشخصية طيبة ومحبوبة من قبل زملائه ومعلميه.

ذات يوم اختفت محفظة أحد زملاء محمد في الصف، بدأ الجميع بالبحث عنها، ولكن دون جدوى. في هذه الأثناء، لاحظ محمد شيئًا مُلفتًا على الأرض تحت إحدى المقاعد، عندما تفحصه عن قرب، تبين أنه المحفظة المفقودة!

دون تردد، أسرع محمد إلى معلمه وأخبره بما وجده، فشكر المعلم محمد على أمانته وصدقه، وأعاد المحفظة إلى صاحبها الذي فرح كثيرًا بعودتها.

تذكر محمد في هذه اللحظة قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: “الصدق راحة القلب والكذب ضيق الصدر”، فشعر بالفخر والسعادة لأنه التزم بهذا المبدأ.

بعد أن أعاد محمد المحفظة المفقودة إلى صاحبها، انتشرت قصة أمانته وصدقه بين جميع التلاميذ في المدرسة، وبدأ زملاؤه ينظرون إليه بإعجاب وتقدير.

في اليوم التالي، طلب المدير استدعاء محمد إلى مكتبه، كان محمد قلقًا قليلاً، ولكن عندما دخل المكتب، فوجئ برؤية المدير وأولياء أمور التلميذ صاحب المحفظة ينتظرونه بابتسامات على وجوههم.

“محمد، لقد سمعنا عن صدقك وأمانتك في إعادة المحفظة المفقودة”، قال المدير: “نحن نؤمن بأن هذا السلوك يجب أن يُكافأ وأن يكون قدوة للآخرين”.

ثم قام ولي أمر التلميذ بتقديم هدية قيمة لمحمد تقديرًا لأمانته، كما وعد المدير بمنحه شهادة تقدير خاصة في احتفالية المدرسة القادمة.

شعر محمد بالسعادة الغامرة، وتذكر في هذه اللحظة قول الإمام الصادق عليه السلام: “الصادق لا يخاف إلا ربّه”، فأدرك أن الله سبحانه وتعالى هو من وفقه ليكون أمينًا وصادقً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى