١٤٤٦أحزان أهل البيت عليهم السلامتغطيات

“عناصر القوة في الشعائر الحسينية” ملا حسن الصالح | استقبال شهر محرم ١٤٤٦هـ

ارتقى المنبر ليلة استقبال شهر محرم الحرام عام ١٤٤٦هـ الملا حسن الصالح، وكان موضوعه عن المروي عن السيدة زينب عليها السلام أنها قالت: وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء عليه السلام لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام و ليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورا وأمره إلا علوا.

ما هي الشعائر الحسينية؟

الشعائر الحسينية هي كل ما يرتبط بمولانا الحسين، صلوات الله وسلامه عليه، في جميع أنشطة هذه الشعائر من فعاليات، سواء من بكاء ومن لطم ومن إطعام ومن زيارة لمولانا الحسين، صلوات الله وسلامه عليه. فيطلق على جميع هذه الفعاليات الشعائر الحسينية المرتبطة بمولانا سيد الشهداء، صلوات الله وسلامه عليه.

لماذا البحث عن عناصر القوة في الشعائر الحسينية؟

عندما نسلط الله على كل هذه الشعائر، سوف نجد أنها تعرضت على مر التاريخ إلى ملاحقات، إلى تضييق، إلى مواجهات. حتى نعرف أن هذه الشعائر ما ثبتت إلا بعدما بذلت دماء وتضحيات، وفوق كل ذلك تدخل اليد الإلهية، لولا كرم الله سبحانه وتعالى لما بقيت هذه الشعائر. لو أن هذه التدخلات تعرضت إلى أي شعيرة أخرى، لرأيناها أنها اندثرت وانمحت. من هنا الكلام حول هذه العناصر، أولا للتعرف على هذه العناصر، عناصر القوة. وثانيا حتى نكون على انتباه حتى لا تضمحل ولا تندرس هذه الشعائر الحسينية.

العناصر الثلاثة للقوة في الشعائر الحسينية

العنصر الأول: الثواب الجزيل والعطاء العظيم

وهنا نحن في أعتاب عشرة أبي عبد الله الحسين، صلوات الله وسلامه عليه. لما نتطرق إلى الثواب الجزيل نرى أن هناك ثواب فوق الخيال، ولمن أراد أن يتعرف على هذا الكم الهائل من الثواب الجزيل، أنصح أحبتي بقراءة كتاب “كامل الزيارات” لابن قولويه. فإنه من خلال هذا الكتاب سوف تتعرف على الثواب الذي أعده الله سبحانه وتعالى لمن أحيا هذه الشعائر. ننقل لكم رواية واحدة فقط من عشرات بل مئات الروايات التي تتكلم حول الثواب الجزيل الذي أعده الله لمن أحيا هذه الشعائر.
ورد عن إمامنا جعفر بن محمد الصادق، صلوات الله وسلامه عليه، يقول: نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح وهمه لامرنا عبادة وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله. أن الثواب الذي أعده الله سبحانه وتعالى مو فقط للأعمال الاختيارية، أن أعلق السواد مثلا أحصل ثواب، أو أحضر المأتم مثلا، هذا حتى النفس الذي ليس باختيار الإنسان تنال عليه الثواب.
اثنين، ألزم إمامنا الصادق عليه السلام التسبيح بالنفس. ما هو ثواب التسبيح؟ رواية واحدة حتى نتعرف على عظمة التسبيح. وانظروا إلى هذه الرواية. إمامنا الصادق عليه السلام ما قال فقط نفس المهموم لنا المغتم لظلمنا تسبيح وهمه لامرنا عبادة وكتمانه لسرنا جهاد في سبيل الله. بل أوصى الراوي وهو محمد بن سعيد: اكتب هذا بالذهب، فما كتبت شيئا أحسن منه. يعني الإمام نفسه يعظم هذا الأجر وهذا الحديث.
ما هو ثواب التسبيح؟ ورد عن الإمام الحسين عليه السلام: من قال سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وبحمده كتب الله له ثلاثة آلاف حسنة ومحا عنه ثلاثة آلاف سيئة ورفع له ثلاثة آلاف درجة ويخلق منها طائرا في الجنة يسبح وكان أجر تسبيحه له. هذه الأذكار التي في الصلاة؛ ولذلك لا نقتصر فقط على الأذكار الواجبة، لابد أن يكون عندنا حرص حتى على الأذكار المستحبة.
هذا فقط من قال سبحان الله، ثلاثة آلاف حسنة، لهذا المغتم المهموم. والأطباء يقولون أن الإنسان الطبيعي يتنفس في الدقيقة الواحدة إثنى عشر إلى عشرين نفس. أنت مادام موجود في هذا المأتم، وعندك هذا الغم وهذا الهم لمصاب أبي عبد الله الحسين، تشوف العداد يجري. ولذلك أعد الله سبحانه وتعالى ثوابا فوق الخيال. هذي فقط رواية واحدة لهذا النفس، فكيف بالبكاء على الحسين، واللطم وغير ذلك.
إذن هذه أول عنصر من عناصر القوة في شعائر أبي عبد الله الحسين سلام الله عليه، الثواب الجزيل والعطاء العظيم.

العنصر الثاني: تلبية حاجات الإنسان

العنصر الثاني من عناصر القوة، الشفاء حاجات الإنسان. الإنسان مكون من رغبات، من حاجات، من ميول، من أفكار، ما يدع الأديان السماوية أن هذا الدين يثبت ويستمر, عكس الأديان غير السماوية، أديان البشر الذي يخترقها البشر، أنها لا تلبي حاجات البشر. ولذلك الشعائر الحسينية لأبي عبد الله الحسين سلام الله عليه، إذا سلطنا الضوء عليها فإنها تلبي حاجات الإنسان؛ ولهذا استمرت. هذا السر من أسرار ثبات الأديان السماوية ومن ثبات الشعائر الحسينية، أنها تلبي حاجات البشر.
إذا جئنا إلى الشعائر فيها حاجات فكرية، من خلال طرح مواضيع الخطباء والعلماء. ثانيا، حاجات عاطفية، من خلال البكاء، من خلال اللطم. حاجات روحية، من خلال زيارة المولى، صلوات الله وسلامه عليه. لما واحد يزور، تسمو روحه. حاجات جسدية، هذا الإطعام. وبالتالي هذا عنصر من عناصر القوة لشعائر أبي عبد الله الحسين، صلوات الله وسلامه عليه، أنها تلبي حاجات الإنسان على مختلف رغباته وميوله.

العنصر الثالث: محور المظلومية

أنها ركزت على محور المظلومية. هذا عنصر جذب وقوة لأبي عبد الله الشعائر، وقوة لأبي عبد الله الشعائر، وقوة لأبي عبد الله الشعائر، وقوة لأبي عبد الله الشعائر، وقوة لأبي عبد الله الحسين، سلام الله عليه.

الدين والمذهب لا يثبت فقط حينما يقف الخاصة. يعني نقول هذا الدين يحفظ ببركة المراجع فقط. كم مرجع عندنا أحنا؟ عشرة، خمسة عشر، عشرين؟ خمسة وعشرين مرجع؟ إذا كان مرهون حفظ هذا المذهب، حفظ هذا الدين فقط بالخاصة، يتمكن استئصالهم ويضمحل هذا المذهب، ويضمحل هذا الدين، لا، منوط بالعامة والخاصة. يحفظ ببركة الإثنين، عوام الناس وكذلك الخواص، كعلمائنا وكالمراجع.

ما يجذب العامة لكي يحافظوا على هذه الشعائر ويحافظوا على هذا المذهب، عنصر جذب مهم، هو عنصر مظلومية الحسين سلام الله عليه. ولذلك أهل البيت، سلام الله عليهم، دائما كانوا يركزون على مظلومية الحسين. سيما إذا جئنا على سبيل المثال، إمامنا الرضا، صلوات الله وسلامه عليهم، حينما يدخل عليه الراوي في هذه الأيام وهو إبراهيم بن أبي محمود، يقول إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، و أضرمت النيران في مضاربنا، وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله صلى الله عليه وآله حرمة في أمرنا. تركيز على المظلومية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى